الأصالة التي تعزز السلام

مقابلة مع مقاتل من أجل السلام: غابي جمال

Timour Chafik

 
في سن 13 عامًا، حصل غابي جمال (63 عامًا) على جائزة الكلاشينكوف الخاصة به للقتال في الحرب الأهلية اللبنانية. اليوم، أصبح المقاتل السابق عضوًا في مبادرة مقاتلون من أجل السلام، لتثقيف الشباب حول حقائق الحرب. حديث عن الحاجة إلى تحطيم المفاهيم الخاطئة، ودور الروايات الشخصية، وتحديات التعامل مع الأيديولوجيات والدوافع للانضمام إلى النزاعات أو الخروج منها.

ماذا لو: لماذا تعتقد أن وجهة نظرك المباشرة كمقاتل سابق ضرورية لتثقيف الشباب حول حقائق الحرب؟

غابي جمال: لأننا لسنا مجرد محاضرين يتحدثون عن الحرب؛ لقد عشناها. عندما نتعامل مع الشباب، فإننا نهدف إلى تحطيم مفاهيمهم الخاطئة حول الصراع. ينظر العديد من الشباب في البداية إلى الحرب على أنها لعبة تشبه اللعب على PlayStation. نحن بحاجة إلى أن نظهر لهم الواقع الصارخ - إنها ليست لعبة تفوز فيها وتغادر. من خلال سرد قصصنا، نأمل أن نوجههم نحو مستقبل أفضل من الذي عشناه في شبابنا.

ماذا لو: كيف تتواصل معهم لنقل هذه الرسائل العميقة بشكل فعال؟
غابي جمال: نهجنا متجذر في مهمة نقل رواياتنا بشكل أصلي. نحن نتفهم وزن التاريخ والتعقيدات في منطقتنا. على الرغم من وصف لبنان غالبًا بأنه بلد ديمقراطي وفوضوي، حيث تُقدر حرية التعبير على الرغم من القيود العرضية، فإن هذه البيئة تسمح بخطاب أكثر انفتاحًا مقارنة بالعديد من الدول الأخرى في منطقتنا.
من خلال ورش العمل والندوات والتفاعلات المباشرة، نسعى جاهدين للاستماع أولاً ثم التحدث. من خلال مشاركة ماضينا، نهدف إلى بناء حاضر يمكن أن يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا. يتعلق الأمر بالاعتراف بالتاريخ، وليس تغييره ولكن التعلم منه لتشكيل مسار إلى الأمام معًا.
ماذا لو: هل تساهم هذه الأصالة في تأثير رسالتك؟
غابي جمال: من المؤكد أن «واقعنا» هو الذي يتردد صداه لدى الناس لأنهم يروننا كأفراد سلكوا مسارات مماثلة لهم. من خلال مشاركة الروايات غير المفلترة عن رحلاتنا - النضالات والتحولات والآمال في السلام - نؤسس اتصالًا حقيقيًا يتجاوز مجرد سرد القصص أو الخطاب الأكاديمي.
ماذا لو: كيف تتنقل في مناقشاتك حول الأيديولوجيات والدوافع للانضمام إلى النزاعات أو تركها؟
غابي جمال: تتغلغل الأيديولوجيات بعمق في مناطق مثل منطقتنا، وتشكل وجهات النظر والإجراءات بمرور الوقت. من الضروري كشف هذه الطبقات من خلال مشاركة الروايات الأصيلة للدوافع الشخصية للدخول في النزاعات والخروج منها. هناك خيط مشترك من صدمات الماضي التي لم يتم حلها والتي تؤدي إلى الجهل والخوف وفي النهاية الكراهية والشر. يعتبر الاعتراف بهذه النضالات المشتركة بمثابة أساس لمعالجة القضايا المتجذرة وتعزيز التعاطف والتفاهم. من خلال الانخراط في حوار مفتوح ومعالجة الأسئلة بصدق، نهدف إلى تفكيك المفاهيم الخاطئة وتعزيز التفكير النقدي بين المتضررين.

Timour Chafik is a freelance journalist and communications expert. He is a former fellow of the Media for Peace Program from the Media Lab Bayern. He writes about society at studiomonaco.

Photo Credits:
غابي جمال
المميزات
September 18, 2024